حديث التاريخ للمستقبل (47 حوارًا مع رموز الفكر والثقافة)
محمد حسين أبو العلا فكربين دفَّتَيْ هذا الكتاب 47 حوارًا مع شخصيَّاتٍ عربيَّة وعالَميَّة أثرَت الحياةَ الفِكريَّةَ على الصَّعيدَيْن: العربي والعالَمي، وهي حواراتٌ أدارها المؤلِّفُ بمستوًى من العُمقِ والمهارَةِ، جَعَلها -بحَقٍّ- بمثابة مَلفٍّ موجَزٍ ومُكثَّف عن هؤلاء المفكِّرين؛ الأمر الَّذي يجعل هذا الكِتابَ لا غِنى عنه لقارِئٍ يَتَطلَّع لمعرفَةِ الأفكار الرئيسيَّة والتَّوجُّهات الأساسيَّة لهؤلاء الأعلام، وبالذَّات عندما لا يكون قد تَمكَّن من قراءة هذه الأفكار والتَّوجُّهات من قَبل، وهو أيضًا كتابٌ لا غِنى عنه لِمَن قرأ لهؤلاء المُفكِّرين أو عنهم؛ لأن الحوارات المنشورَةَ هنا كشَفَت عن جوانِبَ من تَوَجُّهات هذه الشَّخصيَّات البارزة، لم يَكُن التَّعرُّف عليها مُمكِنًا أو سَهلًا، إلَّا من خلال مُحاوِرٍ أفنى عُمرَه في الاطِّلاعِ العَميق على فِكر ومواقِفِ هذه الرُّموز؛ ومن ثَمَّ فقد نَجَحَ في كَشْفِ جوانِبَ من رسالَتِهم الفِكريَّة، وألقى عليها الضَّوءَ؛ فأنار بذلك لِلقارِئِ واسِعِ الاطِّلاع مَنظورًا جديدًا في معرفة هؤلاء المفكِّرين.
حكايات طائر الطباشير
أحمد عز العرب دراسات"عندما أمسك أحمد عز العرب بأصبع الطباشير الطائرة، أمسك بحجر رشيد، وأمسك بلُغة التعبير الخاصَّة به: الخط والرسم. تعلَّم أن يُعبِّر عن نفسه بخطوط الطباشير على سبُّورة الفصل، فيفهم الأستاذ مكنونَ نفسه وما يريد أن يقول. كبر الطِّفلُ أحمد، وتحوَّلَت أصبع الطباشير إلى ريشة. بأقل الخطوط وأبسطها يُعبِّر أحمد عز العرب عن أعقد الموضوعات. عرفت أحمد عز العرب في الجامعة، وعرفته على صفحات الكاريكاتير في صُحُفٍ مختَلِفة، وعرفته في «الفن ميدان». هو نفسه الفنان الذي عرفته برفقة العزيز بهجت عثمان «بهاجيجو»، هو نفسه الذي يأخذنا في هذا الكتاب إلى رحلة عُمرٍ طويلة. لكن بنفس أصبع طباشيره الساحرة: أقل الكلمات هنا، أقل الخطوط وأبسطها. كتاب أحمد عز العرب هو تلخيصُ رَسَّامٍ لعالَمِنا في نصف قرن".
أفيون وبنادق (سيرة سياسية واجتماعية لخط الصعيد الذى دوخ ثلاث حكومات)
صلاح عيسى دراساتنجد في كتابة صلاح عيسى الجريمة مدخلًا لدراسةٍ واسِعَةٍ وشامِلة للمُجتَمع، والحُكَّام، والمحكومين، والقوى السياسية المختلفة، والصِّراعات الاجتماعية الدائرة، وهذا منهجه في كتابه "أفيون وبنادق"، حيث يسرد الكتابُ سِلسلةً طويلةً من القتل والسرقة، والهجوم على رجال الشرطة، وترويع الأهالي، وتَسميم المواشي، وحرق المحاصيل، وفرض الإتاوات- التي ارتكبها محمد منصور، الشهير بـ "خُطّ الصعيد". "الخط" شخصيَّةٌ مُلتَبِسة في التاريخ الإجرامي المصري؛ فهو شخصيَّةٌ تُحتَسب على المقاومة، ومحبوبٌ لشريحةٍ عريضة من الجمهور المصري؛ لكونه مُتمرِّدًا على السُّلطة المصرية المتمثِّلة في الحكومة، ولكنه شخصية إجرامية، رَوَّعَت أمن المواطنين. أعاد عيسى قراءة كل ما كُتِب في الصُّحُف والمجلات والمذكِّرات، وعلى الأخصِّ التحقيقات التي نشرها صحفيُّ الحوادث الشاب آنذاك: محمد حسنين هيكل في مجلة "آخر ساعة"، ولفَتَت إليه الأنظار بقوَّة، إلى جانب المذكِّرات التي كتبها ضابط البوليس الذي تولَّى القضية: محمد أفندي هلال، الذي طارَدَ الخُطَّ لأكثر من سنة، واقتنصه في نهاية الأمر، غير أنه هجر البوليس واشتغل بالصحافة، من هذا وذاك خرج عيسى برواية جديدة، هي الأدَقُّ والأشمَلُ للخُطّ.
غاندي
نانديني نايار نشءهددنـي قائلا: "إنـزال أو ساسـتدعي الشـرطي لطـردك" تحديقه بإصـرار: "إفـعـل ذلـك، فأنـا لـن أتـرك القطار" اشتهر غانـدي بـأنـه أبـو الأمية، والرجـل دمـث الخلـق الـذي تظهـر صورتـه علـى أوراق العملـة الهندية، لكـن مـن هـو مهنـداس كرمشـالد غانـدي؟ ومـا الـذي حولـه إلـى هـذه ظاهـرة؟ يأتـي عالــدي مـن عائلـة جـوزاراتـي وهـي مـن الطبقة المتوسطة، وملـذ نعومة أظافـره أبـدى اهتماماً وشـعفا بالحقيقـة وكـافـح مـن أجـل الـوصـول إليهـا بـلا كلل أو تعـب، وفـي ذلـك كان دائما ما يقسو على نفسه اكثـر مـن غيـره. كانت شجاعته الأدبيـة واعتقـاده الدفيـن بالحقيقة، وأيضـا إيمانه بالحـب وعـدم استخدام العلـف هـي أسلحته للفـوربـای معركـة، مما جعـل منـه قـائـدا ملهمـا يمتد تأثيـر حياتـه وكلماتـه فـي البشـرية حتـى اليوم.
حكايات ستات من بلدنا (17 امرأة في مجالات عمل جديدة)
إلهام فطيم دراساتيُقدِّم هذا الكتاب قصصًا لنساءٍ مصريَّاتٍ حَلُمنَ، وحقَّقنَ هذه الأحلامَ؛ فلم تكن -تلك الأحلام- مُجرَّدَ خيالاتٍ أو أوهام، بل كانت اختيارًا يُثبِتُ أنْ ليس للعَملِ أو المهنة وجهٌ أُنثويٌّ ووَجهٌ ذُكوري. هؤلاء النساء العَصريَّات يُمثِّلن نساءَ الطَّبقة المتوسِّطة المصرية، اللاتي قَرَّرنَ اقتحامَ مجالات عمل غير تقليديَّة، واستطعن أن يتحمَّلنَ مسؤوليَّات المهنة وتَحدِّيات المجتمع. ويشترك هؤلاء السَّيِّدات جميعًا في سِماتٍ واحدة، هي الطموح والإصرار، والرَّغبة في استخدام مَهاراتٍ طالما ظَنَّ المجتَمعُ أنها قاصِرَةٌ على الرِّجال فقط. قَرَّرت بطلاتُ هذا الكتاب أن يَمْتَهِنَّ مِهَنًا وحِرَفًا وأعمالًا مختلفة ومتنوِّعة، منها حِرَفٌ يدويَّة شاقَّة، مثال: سيِّدة غطَّاسة لِحام تحت الماء، وكهربائيَّة نَقلٍ ثقيل، وميكانيكي سيَّارات، ونجَّارة، وجَزَّارة، وصانِعَة زُجاج يدوي، ونَقَّاشَة، وصانِعَة رُخام... أو مِهَنٌ خَدَميَّة مُتنوِّعة، كتدريب السيِّدات على مهارات السِّياقة، ومأذونة شَرعيَّة، ومُدرِّبة غطس، وغيرها... كما تبنَّى بَعضُهنَّ قضايا مُجتَمَعيَّة هامَّة، مثل الحفاظ على البيئة والموارِد الطَّبيعيَّة، أو الرَّحمة بالحيوان وحِمايَتِه ورعايَتِه.
الموت في تشريفة الحليف الوطني (وقائع اغتيال شهدي عطية الشافعي)
صلاح عيسى دراساتأمَّا في ذلك الصباح -15 يونية (حزيران) 1960- ولثمانية أِشهر سابقة، فإن "الأوردي" كان مُخصَّصًا لمَهمَّته "المقدَّسة" التي حفَرَت اسمه بالسياط والشوم، وحتى بالدم على صفحات التاريخ، وهي أن يكون المرحلة الثالثة -والأكثر قسوة ودمويَّة- في عملية تصفية الشيوعيِّين المصريين، وإجبارهم بالقهر والتعذيب على التخلِّي عن أفكارهم، وحلِّ تنظيماتهم، وبذلك تتخلَّص حركة "القومية العربية" من أعدائها الداخليين، بعد أن تخلَّصت من أعدائها الخارجيين، وحسَمَت المعركة مع الاستعمار لصالحها.
القانون رقم 50 (فيفتي سنت)
روبرت جرين فكر"Nihil timendum est"..."لا تَخشَ شيئًا" "كُلُّنا خائِفون بشدَّة: من اﻹساءة للناس، ومن إثارة النزاع، ومن الخروج عن الجَمع، ومن اتِّخاذِ موقفٍ جَريء. على مَدار آلافِ السِّنين، تَطوَّرَت عَلاقَتُنا بهذا اﻹحساسِ من مُجرَّد خَوفٍ بِدائيٍّ من الطَّبيعَة إلى قَلقٍ عامٍّ حِيالَ المستَقبَل، ومنه إلى مَوقِفٍ خوَّافٍ يُهَيمِن عَلَينا، وقد نودينا باعتِبارِنا بالِغين عاقِلين مُنتِجين كي نَتخَطَّى أخيرًا هذا الاتِّجاهَ المُنحَدِر، ونَنطَلِق مُتجاوِزين مَخاوِفَنا". في تعاوُنٍ فَريدٍ مِن نَوعِه، يُقرِّر كُلٌّ مِن الكاتِبِ الشَّهير "روبرت جرين" (صاحِب كتاب "قوانين القُوَّة الثماني والأربعون"، ومُغنِّي الرَّاب الأمريكي "فيفتي سِنت" أن يُوَحِّدَا جهودهما، مُصطَحِبَيْن إيَّانا بين دروبٍ شَتَّى، بين شوارع جَنوب كوينز الخَطِرَة، وكواليسِ صِناعَةِ الموسيقى، ورحلاتٍ عَديدَة لا تَنقَطِع عبرَ التَّاريخ، وتأمُّلات لَبيبَةٍ في الطَّبيعة البَشريَّة، وذلك في سبيل الاشتِباكِ مع أقدَمِ شُعورٍ عَرِفَه الإنسانُ مُنذُ أيَّامِه الأولى على الأَرض: الخَوف."
أخت فرويد
چوسيه سميلڤسكي أدب مترجم حديثسعى فرويد طيلةَ حياته لإثباتِ أن الشعور بالذنب هو ما يحفِّز الجنس البشري؛ لأنَّ الناس جميعهم كانوا أطفالًا ذات يوم، وفي صراع الطفل لِنَيْلِ حُبِّ أُمِّه يتمنَّى موتَ مُنافِسِه، أبيه، هكذا يقول أخي سيجموند، لقد ألقى باللوم على أكثرهم براءةً وأكثرهم عجزًا؛ لتحميله هذا الوِزْرَ الأصليَّ. اتَّهم مَن وصلوا لِتوِّهم إلى الحياة بالرغبة في قتل مَن وَهَبَهم إيَّاها، هذا بالإضافة إلى الشعور بالذَّنب الذي يسيطر على كُلِّ إنسان. وألقى على عاتقه أمرًا آخَرَ: إنه يذكر حين كان في عمر العام ونصف العام أنه تمنَّى موت ﭼوليوس، أخيه، المولود حديثًا، والذي مات بعد سِتَّة أشهر.
قصة حياتي (خطاباتها بين عامي 1887-1901 وخطابات معلمتها، وتقارير من معهد بيركنس عن حياتها)
هيلين كيـلر أدب مترجم كلاسيكي«الأدب هو يوتوبياي. في صحبته، لا أكون محرومةً من الإدلاء بصوتي. لا حوائل من الحواس تمنعني عن المحادثة المؤنسة الفاتنة مع أصدقائي الكتب. إنهم يتحدَّثون إليَّ دونما ارتباكٍ أو حَرَج. إنّ الأشياء التي قد تعلَّمتُها، والأشياء التي قد عُلِّمتُها تبدو أقلّ أهمِّيَةً على نحوٍ يبعثُ على الضَّحك، إذا ما قورنَت بما تهبُّه الكتب من "صِلات محبّةٍ عظيمةٍ وهِباتٍ سَماويّة"."المعرفةُ قُوَّة". إنّما بالأحرى؛ المعرفةُ سعادة، فأن تحوزَ المعرفة، يعني أن تَميزَ الحقيقيَّ من الزّائف، والأشياءَ السّاميةَ من تلك الوَضيعة. أن تعرف الأفكار والصنائع التي وَسَمَت مسيرةَ البَشريّ يعني أن تشعرَ بالقلب النّابض للإنسانية على مَرِّ القُرون، وإن لم يستشعر المرءُ في تلك النَّبضات السَّعيَ نحو الأعالي؛ فلا بدَّ وأنَّه قد حَجَبَ وَقْرٌ سَمْعَه عن تناغمات الحياة».
11يوماً مات بعدها جمال عبدالناصر
يسري هاشم دراساتعندما ترى أبناءَ الوطن العَربيِّ هادئين.. ساكنين.. صامتين؛ فهذا لا يعني سوى اتِّفاقهم على أمرٍ واحد: هُدنَة قصيرة، يتابعون بعدها القتال! هذه المقولةُ تَردَّد صداها كثيرًا فوق جبال الأردن، لكنها تلاشَت فجأةً في أحد عشر يومًا فقط. ملحمَةٌ تاريخيَّةٌ، أعادها للحياةِ -وبثَّ فيها الرُّوحَ مرَّةً أخرى- قَلَمُ الطبيب المُناضِل يسري هاشم، فى قصَّةٍ شديدة الواقعية والدِّراميَّة، تتَّكِئُ -بِثقَةٍ- على أحداث حقيقيَّةٍ أغرب من الخيال، مُدعَّمة بوقائِعَ من نسيجها الأصليِّ، بصوت صاحِبِها وشاهِدِها الوحيد الذي بقيَ معنا على قيد الحياة، ليروي لنا -بصراحَةٍ مُطلَقةٍ- شهادَتَه للتَّاريخ عن أصعب أيام العرب، وما سبقها، ومَهَّد لها بتحليلٍ ورؤيةٍ لا تخلو من فِطنَةٍ اجتماعيَّة للأشخاص، ووعيٍ سياسيٍّ لِما دار حوله من أحداث جِسامٍ. تدور الأحداث في جنوب عمَّان، لأطبَّاء مصريين، تغيَّرَت حياتهم مائةً وثمانين درجة بعد وصولهم العاصمة الأردنية بأيامٍ قليلَةٍ، بعد عودتهم من الجحيم في جنوب الأردن؛ للعَمَل بمستشفى الأشرفيَّة، التي تمَّ قَصفُها بعُنفٍ خلال أحداث أيلول الأسود 1970، لتفقد الكثيرَ من مَرافِقِها الحيويَّة، ويواجهوا جميعًا مصيرًا مجهولًا، في تَحدٍّ غير مسبوقٍ، وصراعٍ مع عقارب ساعَةٍ لا تعود للوَراءِ أبدًا، ولا تَتوقَّف -حتَّى بُرهَةً- لالتقاط الأنفاس. كان هناك الحياة والموت، الحُبُّ والكراهية، الأنانية والتَّفاني... كُلُّ مُتناقِضات الإنسان ونَزواتِه في مكانٍ واحد. هنا فقط، وفي تلك البقعة الصغيرة من العالم، سترى الجَرَّاح المِصريَّ يسري هاشم، وزميلَه ورفيقَ كفاحِه المُناضِلَ العظيم رؤوف نظمي (الشهير بــ "محجوب عمر")، والمُمرِّضة العراقيَّة، والمُتطوِّع الفلسطينيَّ، ومُساعِدَ الطَّبيب الأردني- يتعاونون من أجل تخفيف آلام مُصابٍ سوريٍّ، أو دَفْنِ جثمان شهيدٍ لبنانيٍّ... هذه المُذكِّرات ترسم -بِدقَّةٍ- مَلامِحَ شخصيَّاتٍ حقيقية، وتغوص في أعماقها، وتحكي تاريخَ نِضالِها الذي لم يَكُن وليدَ اللَّحظة في أيِّ وقتٍ، بل خَرَجَ تِباعًا، منذ تَشكَّل وَعيُهم القوميُّ بقضيَّة العُروبة، من خلال سَردٍ سَلسٍ، وأسلوبٍ شَيِّقٍ، لتصنع هذه السُّطورُ دائِرةً كبيرةً، ناصِعَةَ البَياضِ، تُجسِّد تَضحيةً غيرَ مَسبوقةٍ لأيقوناتِ نضالٍ حقيقيٍّ، وأبطال أسطوريِّين، نفتقدهم هذه الأيَّام، وسطَ أحداثٍ دامِيَةٍ، كانت -ولا تزال- جُرحًا كبيرًا لم يَندَمِلْ فى جَسدِ الوطن العربي بأكمله.